قصة نملة سليمان

 

قصة نملة سليمان



قدرة النبي سليمان على تكليم الحيوانات

 أنعم الله -عز وجل- على سيّدنا سليمان -عليه السلام- بمعجزة محادثة من لا ينطق من المخلوقات وفَهمهم، فقد كان -عليه السلام- يُحادث الطيور، والنمل، والنباتات، والجماد، قال الله -تعالى- في سورة النمل على لسان نبيّه سليمان: (وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ) والآية تبيّن حديثه مع بني إسرائيل حتّى يروا ما أنعم الله به عليه فيؤمنوا ويشكروا الله على نعمه.وقد كان سليمان -عليه السلام- حريصاً على شكر الله -تعالى- أن سخّر له القدرة على ذلك، فبعد أن فهِم على النملة وسمع قولها شَكَر الله تعالى.




لماذا نادت النملة قومها

 كان لسليمان -عليه السلام- جيشاً عظيما من الإنس والجنّ والطير، وفي أثناء مجيء نبيّ الله سليمان مع جيشه نحو وادي النمل؛ أخذت النملة تصيح وتُنادي في بقيّة النّمل حتى يختبئوا خشية أن يسحقهم جيش سليمان بأقدامهم وهم لا يشعرون بهم؛ لأنّ حجم النمل صغيرٌ جداً، فسمعها سليمان -عليه السلام-، قال الله -تعالى- واصفاً ذلك المشهد: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)


كيف نجا النمل من الخطر الذي كان بهم

 نجا النّمل من الخطر بسبب سماع سيّدنا سليمان -عليه السلام- لنداء النملة وتحذيرها، فلمّا سمع نداءها وفهم تحذيرها تبسّمَ -عليه السلام- وشكر الله -تعالى- أن أنعم عليه بسماع كلام الحيوانات وفَهْم مرادهم، فقال -تعالى- واصفاً ذلك في سورة النمل: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)


العبر المستفادة من قصة نملة سليمان

 يُستفاد من قصّة نملة سليمان -عليه السلام- العديد من الدروس والعبر، منها ما يأتي: العدل والرحمة والرأفة بالغير، فقد بيّنت القصة رحمة نبيّ الله سليمان وجنوده، فهم لا يدوسون النّمل إلا خطأً دون أن يشعروا بذلك، ولذلك قالت النملة في تحذيرها للنّمل: (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) فقيل إنّ كلامها هذا هو الذي جعل سليمان -عليه السلام- يتبسّم. تقديم العذر عن الآخرين وعدم التسرّع في إطلاق الأحكام، ويظهر ذلك جليّاً في قول النملة: "وهم لا يشعرون". الحرص على شكر الله -تعالى- على نعمه، ويظهر ذلك جليّاً عندما شكر سليمان الله -تعالى- على ما أنعم عليه من فهم وسماع حديث النّملة.


الدعوة إلى الإيمان من خلال التفكّر في خلق الله وعظيم قدرته وصنعه، حيث أودع الله -سبحانه- غرائز معيّنة في المخلوقات تهتدي بها إلى ما ينفعها، وتجتنب ما يضرّها. ملخّص المقال: أنعم الله -تعالى- على نبيّه سليمان بفهم وسماع كلام الحيوانات والنبات والجماد، ومن ذلك سماعه للنّملة التي كانت تحذّر قومها خوفاً أن يدوسهم نبيّ الله سليمان وجيشه العظيم دون أن يشعروا، ولكن شاء الله أن يسمع سيّدنا سليمان تحذيرها، فنجا النمل لأجل ذلك، وفي هذه القصّة العديد من الفوائد والعبر، أهمّها: شكر الله تعالى على نعمه، والرحمة بالغير، والتفكّر في خلق الله.