كيف كان يتعبد الرسول ﷺ قبل نزول الوحي

كيف كان يعبد الرسول ﷺ قبل نزول الوحي



تعبد الرسول قبل البعثة 

في الوقت الذي كان غالبية العرب قبل الإسلام يعبدون الأصنام ، وكان من العرب قِلة قليلة لم يكونوا يعبدون الأصنام، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- من هؤلاء القلة القليلة وكان عليه السلام يُبغِضُ هذه الأفعال، حيثُ إنه كان يذهب إلى غار حراء ليتفكر في هذا الكون العظيم وخالِقه.

 مكان تعبد الرسول قبل البعثة 

غار حراء هو المكان الذي كان يذهب النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان من كل عام، حيث كان يأخذ معه الزاد من الطعامٍ والماء ما يكفيه لبضعةٍ أيام، والغار في اللغة هو بيت منحوت في الجبل، فإذا اتسع كان كهفاً.

 وكان -صلى الله عليه وسلم- يجلسُ في الغار لوحدَه لا يؤنسه أحد، ويقع غار حراء شمال شرقي المسجد الحرام على جبل حراء بأعلى مكة على يسار الذاهب منها إلى مِنى، وبينه وبين مكة نحو 4.8 كيلو مترات، ويرتفع قرابة 634 متراً.

 كيف تعبد الرسول قبل البعثة 

لم يكن هناك طقوس معينة كان يقوم بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء، إنما كان يتفكر في عظمة الخالق وعظمةِ الخلق، والسبب من وجودنا في هذه الحياة، ومصيرُ البشر بعد الموت، كان النبي عليه السلام يبحثُ عن إجاباتٍ على الأسئلة الوجودية التي لن يجيب عليها صنمٌ أو شمسٌ أو بشر، وكان تعبُد النبي -صلى الله عليه وسلم-في غارِ حراء آخر مراحِل ما قَبلَ بعثته -صلى الله عليه وسلم-.

 عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيه -وهو التَّعَبُّدُ- اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ قَبْلَ أنْ يَنْزِعَ إلى أهْلِهِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها).

وبقي النبي على تلك الحال إلى أن نزل عليه الوحي مع سيدنا جبريل -عليه السلام-، وكان أول ما نزل على النبي عليه الصلاة والسلام قوله -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)،

 وبعد نزول الوحي وجد النبي -صلى الله عليه وسلم- ضالته، ووجد الإجابات التي كان يبحث عنها، كما ورد في قوله -تعالى-: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى)، وبعد نزول الوحي لم يعد غار حراء المكان الذي يتعبد فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-