أعمال بشر بها النبي -صل الله عليه وسلم- بأنها تعادل ثواب الحج


أعمال بشر بها النبي -صل الله عليه وسلم- بأنها تعادل ثواب الحج


أعمال بشر بها النبي - صل الله عليه وسلم - بأنها تعادل ثواب الحج


الحج ولادة جديدة، وبداية جديدة، وعهد جديد في حياة الحاج، قال -صلى الله عليه وسلم-: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" (متفق عليه). يرجع الحاج وكأنه ولد لتوه، طاهرًا نقيًا من الذنوب والمعاصي، يرجع وقد وعد بالجنة، تخيلوا حاجا يرجع بهذه النفسية، وبهذا الشعور، يمشي على الأرض وكأنه من أهل الجنة، وهو طاهر كملك من الملائكة، ما عليه خطيئة. ألا يستحق هذا شكرا لله تعالى ومزيد طاعة وتكرارا لهذا الركن العظيم كل عام؟! بلى.

 

ولكن المسلم لا يمكن أن يحج إلا مرة واحدة كل عام، بل ويتمنى أن يحج كل سنة لو تيسر له ذلك لعظم ثواب الحج، ولكن مهما حرص المرء أن يحج كل عام فلن يبلغ عدد حجاته أكثر من عدد سنوات عمره، ولذلك لو قيل عن مسلم أنه حج خمسين حجة، فمعنى ذلك أن عمره ليس أقل من خمسين سنة على افتراض أنه حج كل عام منذ ولادته.

 

ولكن كيف يستطيع المسلم أن ينال عددا من الحجات تفوق عدد سنوات عمره؟! وبعبارة أخرى: كيف يكسب العبد ثواب ألف حجة أو خمسة آلاف حجة وأكثر من ذلك؟!

الإجابة : هى بالحرص على الأعمال الصالحة التي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن ثوابها يعدل ثواب الحج.

 

العمل الأول: أداء العمرة في رمضان: فقد روى جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "عمرة في رمضان تعدل حجة" (متفق عليه)، وفي رواية: "تعدل حجة معي".

 العمل الثانى : المحافظة على صلاة الإشراق: فعن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" (رواه الترمذي)

العمل الثالث : حضور الدروس والمحاضرات في المساجد: فقد روى أبو أمامة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " من غدا إلى مسجدٍ لا يريدُ إلا أن يتعلَّمَ خيرًا أو يُعلِّمَه ، كان له كأجرِ حاجٍّ ، تامًّا حجَّتُه" (رواه الطبراني.
 

 

وأما العمل الرابع والأخير الذي يعدل ثوابه ثواب الحج فهو: أداء الصلاة المكتوبة في المسجد، فقد روى أبو أمامة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر، وصلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين" (رواه أبو داود.

فهذا الحديث يرشد إلى ثواب آخر لصلاة الجماعة في المسجد، فإننا نعلم جميعا بأن من صلى الفريضة جماعة في أي مكان ولو في بيته مع أولاده أو ضيفه نال ثواب سبع وعشرين درجة، ولكن الذي سيحرص على أداء هذه الصلاة في المسجد سيزيد ثوابه إلى ثواب حجة كاملة.

 

وهذا أمر قد غاب عن كثير من المسلمين المتقاعسين عن أداء الفريضة في المسجد، وتراهم إذا اجتمعوا في بيت أو مجلس وأذن المؤذن تقاعسوا عن الذهاب إلى المسجد وصلوا في مكانهم متعللين بأنهم جماعة وسينالون ثواب السبع وعشرين درجة، وما علموا ما خسروه من ثواب عظيم. إضافة إلى الوعيد لمن ترك الصلاة في المسجد دون عذر باحتمال عدم قبولها أو عدم كمالها حيث روى ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر".

 

إن الذي سيحرص على أداء الفريضة في المسجد كل يوم سينال ثواب خمس حجات يوميا، وفي العام الواحد سينال حوالي (1800) حجة، وفي عشر سنوات ثمانية عشر ألف حجة، وهكذا.

 

إن الذين يجلسون أمام الشاشات وأمام الإنترنت وقت الصلاة لو يعلمون مثل هذا الثواب الجزيل، هل تظنون أنهم سيفرطون في صلاة الجماعة في المسجد بعد اليوم؟!.

 

إن المسلم منذ أن يخرج من بيته إلى الصلاة والحسنات تُصب عليه صبا، فكل خطوة يمشيها بحسنة، والملائكة تظل تستغفر له حتى يرجع إلى بيته، ويكتب له ثواب الصلاة منذ خروجه من بيته، ويضاعف له ثواب صلاته إلى سبع وعشرين ضعفا، وينال فوق ذلك أيضا ثواب حج كامل. أرأيتم إلى فضل الله تعالى والى تقاعسنا عن هذا الفضل؟!.

 

اللهم وفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين…